على مدار أكثر من 15 عامًا، ظل حسام غالي أحد أبرز الأسماء في تاريخ الأهلي، لاعبًا وقائدًا ثم إداريًا.

لكن مسيرته لم تكن دائمًا مفروشة بالورود، فقد حفلت بتوترات وصدامات أثارت جدلًا كبيرًا حول علاقته بالقلعة الحمراء.

غالي، الذي لقبه الجمهور بـ"الكابيتانو"، لم يكن مجرد لاعب مهاري داخل الملعب، بل شخصية مثيرة للجدل خارج المستطيل الأخضر أيضًا. تصريحات، مواقف، ورحيل ثم عودة، كلها شكلت مسارًا مليئًا بالتناقضات بين العشق والانتقاد.

اقرأ أيضًا.. آرت لانجيلر.. هل يقود الهولندي ثورة جديدة في قطاع ناشئي الأهلي؟

إصابة الصليبي ورحيل مفاجئ إلى ليرس

في 2012، أصيب غالي بقطع في الرباط الصليبي خلال كأس العالم للأندية، وأمضى شهورًا طويلة يتلقى العلاج على نفقة الأهلي.

لكن المفاجأة جاءت في صيف 2013 عندما أعلن انتقاله إلى ليرس البلجيكي، وهو ما اعتبره كثيرون رحيلًا صادمًا بعد دعم النادي له في أصعب لحظاته.

تصريحات أشعلت الجدل

لم يخلُ مشوار غالي من كلمات أثارت عواصف، من أبرزها جملته الشهيرة بأن "مستقبل أولادي أهم من الأهلي"، والتي ترددت في وسائل الإعلام وأثارت غضب قطاع من الجماهير.

بالنسبة لهم، هذه الكلمات بدت خروجًا عن الصورة المثالية للكابتن المخلص.

واقعة “السب والقذف داخل الفريق”: وائل جمعة يفضح غالي

في أغسطس 2015 ثارت أزمة كبيرة حين وائل جمعة، مدير الكرة، اتهم غالي بأنه “يسب الدين” للاعبي الأهلي داخل الملعب أو المران، ويُستخدم ألفاظًا غير لائقة تجاه زملائه.

جمعة وصفه بأنه يتصرف كما لو كان مدير كرة أو مدير فني بدلًا من لاعب، وأن هذا السلوك أثر نفسيًا على زملائه، خصوصًا حارس المرمى.

هذا الاتهام ضرب مصداقية غالي لدى جزء كبير من الجمهور وأدخل اسمه قائمًا في قائمة المواقف التي تُعد ضد الانضباط الداخلي.

مواجهة ساخنة مع الجماهير في التتش

واحدة من أكثر اللحظات توترًا جاءت في 2016 بعدما عاد إلى الأهلي، عندما اقتحم مشجعون مران الفريق بملعب التتش.

غالي كان في قلب الأحداث بعدما دخل في مشادة حادة مع بعضهم، لتتفاقم الأزمة وتتحول إلى علامة فارقة في علاقته بالجماهير، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لصرامته ورافض لردة فعله.

واتهم غالي المشجعين الذين هاجموه وقتها بأنهم "بلطجية".

خلافات إدارية بعد الاعتزال

بعد تعليق حذائه، انتقل غالي إلى العمل الإداري، لكن الجدل لم يغادره.

فقد ظهر في خلافات مع بعض قرارات المجلس، ووصل الأمر إلى تقديم استقالات أو الاعتراض على بعض الملفات.

هذه المواقف عززت صورته كشخصية قوية، لكنها عمقت أيضًا الانقسام حوله داخل البيت الأحمر.

صورة متناقضة بين الملعب والإعلام

مع دخوله مجال التحليل الإعلامي، تعرض غالي لانتقادات جديدة.

ظهوره كمحلل على مباريات الأهلي كان آخرها أمام إنتر ميامي في كأس العالم للأندية، اعتبره البعض تضاربًا مع موقعه كعضو في مجلس الإدارة، خاصة وأن كانت هناك انتقادات ضده بسبب عدم حضوره اجتماعات مجلس الإدارة.

هذا الظهور أضاف طبقة جديدة من الجدل إلى سيرته، وكشف عن صعوبة الفصل بين كونه رمزًا للنادي وصوتًا ناقدًا على الشاشات.

اقرأ أيضًا.. هل فكر حسين الشحات في الانتقال إلى الزمالك عن طريق "كوبري ليبي"؟

تصريحات حديثة تزيد الجدل

في الساعات الأخيرة، خرج حسام غالي بسلسلة تصريحات قوية أعادت اسمه إلى دائرة الضوء من جديد عبر بودكاست.

أكد أن لديه طموحًا في رئاسة الأهلي يومًا ما: "نفسي أخدم الأهلي لأنه حطني في مكانة كبيرة.. شايف نفسي ممكن أبقى رئيس الأهلي يومًا ما وأحقق طموحات الناس".

لكنه أوضح حاجته إلى "استراحة المحارب" بعد سنوات من الصراعات داخل الإدارة: "مش قادر أمسك سيف ودرع وأدخل المعركة دي بعد ما شوفت وحشة الموضوع وتكالب بني آدمين وصراعات كبيرة".

غالي وصف أجواء المجالس الإدارية بأنها مليئة بـ"الخناجر في الظهر"، مؤكدًا أن محاولات تشويه صورته مرتبطة بكونه مرشحًا طبيعيًا في نظر الجماهير لرئاسة النادي.

وعن أول قراراته حال أصبح رئيسًا، قال: "سأختار شخصيات بتجسد مبادئ الأهلي، عندها إنكار ذات وطموح، ومش بتسعى لمصالح شخصية".

كما أشاد بالراحل صالح سليم معتبرًا إياه الرمز الحقيقي للأهلي، "واضح وصريح ورجل بمعنى الكلمة"، قبل أن يتطرق إلى ما وصفه بالظلم الذي تعرض له: "الناس صورتني للجمهور إني بني آدم عصبي وشرير طول الوقت، وده مش حقيقي".

وختم بالتأكيد أنه يخشى فقط من أن يراه البعض مغرورًا: "أنا مش كده خالص، بس يمكن لأني مبتكلمش كتير بيتاخد عني انطباع غلط".

النهاية المفتوحة لمسيرة الجدل

رغم كل الصدامات، يبقى غالي أحد أبرز رموز الأهلي في العصر الحديث.

مسيرته تعكس مفارقة نادرة: قائد ألهم زملاءه في الملعب، لكنه في الوقت نفسه لم يتوقف عن إثارة الجدل خارجه.

وبين الحب والانتقاد، سيظل اسمه حاضرًا في تاريخ النادي الأحمر كأحد أكثر الشخصيات إثارة للنقاش.