لم تمر دقائق كثيرة من مباراة الأهلي وكهرباء الإسماعيلية حتى خرج حسين الشحات مصابًا في العضلة الخلفية، مشهد تكرر أكثر من مرة هذا الموسم ليعيد للأذهان السؤال المقلق: لماذا لا تتوقف سلسلة الشد العضلي في الفريق الأحمر؟

هذا الموسم تحديدًا، باتت الإصابات العضلية عنوانًا دائمًا في نشرات الأهلي الطبية.

من طاهر محمد طاهر إلى ياسر إبراهيم، مرورًا بالمدافع أشرف داري وحسين الشحات، تتشابه الأسباب وتختلف المراكز، لكن النتيجة واحدة: غيابات متتالية تربك الحسابات.

اقرأ أيضًا.. مدة غياب ياسر إبراهيم وحسين الشحات بعد الإصابة في مباراة الأهلي وكهرباء الإسماعيلية

ما هو الشد العضلي ولماذا يتكرر؟

الشد العضلي في كرة القدم ليس جديدًا، لكنه مؤشر خطير حين يتكرر. يحدث عادة بسبب إجهاد زائد، ضعف في ترطيب العضلات، أو تحميل بدني غير متوازن.

وفي فرق مثل الأهلي، التي تخوض مباراة كل ثلاث أو أربع أيام تقريبًا، يصبح التحكم في “الحمل التدريبي” أمرًا مصيريًا.

عادل مصطفى مدرب الفريق أكد أن النادي بدأ بالفعل مراجعة برنامج الأحمال البدنية، مع دراسة أسباب ارتفاع معدل الإصابات خلال آخر شهرين.

وهو ما حاولوا تصحيحه في الفترة الأخيرة مع المدير الفني المؤقت، عماد النحاس، بسبب التخطيط البدني السيء تحت قيادة المدرب السابق، خوسيه ريبيرو.

الحل في البيانات والتحليل العلمي

الخبراء يرون أن العلاج لا يكمن في تقليل المجهود فقط، بل في بناء منظومة تحليل بيانات دقيقة تُراقب الحالة العضلية لكل لاعب بشكل يومي، لتحديد متى يتدرب ومتى يرتاح ومتى يُستبعد وقائيًا قبل أن يتعرض للشد.

الشد العضلي ليس صدفة، بل نتيجة تراكم إجهاد غير محسوب.

خصم غير مرئي

ومع عودة الأهلي إلى المنافسة مرة أخرى على بطولة الدوري المصري، تبدو الأزمة البدنية أشبه بـ"خصم غير مرئي" يحتاج إلى إدارة صارمة وحلول علمية جذرية.

فريق بحجم الأهلي لا يخسر بسبب فنيات فقط، بل أحيانًا بسبب عضلة صغيرة لم تُمنح الراحة الكافية.

وربما يكون الحل هذه المرة ليس في التعاقد مع مدرب جديد، بل في إعادة هيكلة الجسد الأحمر من الداخل.