سادت حالة من الجدل داخل الوسط الرياضي المصري بعد التصريحات الأخيرة لنائب البنك الأهلي، يحيى أبو الفتوح، التي أثارت انتقادات واسعة من جماهير الأهلي بسبب سخرية واضحة.

أزمة العقلية الزمالكاوية في الزمالك

ويبدو أن تصريحات أبو الفتوح كشفت عن أزمة أعمق في عقلية إدارة بعض المؤسسات الرياضية، التي تُظهر تحيّزًا ومقاربات غير صحيحة تجاه الأندية الكبرى، على رأسها نادي الزمالك.

اقرأ أيضًا.. أول رد فعل من الأهلي على تصريحات نائب البنك الأهلي المهينة

تصريح مثير للجدل

وخرج أبو الفتوح وقال: "كنتوا بتقولوا التعليم في مصر بايظ، عشان كده نتج عنه أهلاوية كتير، لكن هناك نجاحات في البنك الأهلي لأن أغلبهم زمالكاوية".

مسؤولي الأهلي تواصلوا بالفعل مع المستشار القانوني للنادي محمد عثمان لبحث الموقف قانونيًا ودراسة آليات التحرك المناسب في مواجهة هذا التطاول.

ولكن هل العقلية الزمالكاوية ناجحة بالفعل؟ هذا ما نسرده في هذا التقرير عبر "صوت الأهلي".

واقع الزمالك الحالي

نادي الزمالك، رغم تاريخه، يعاني في السنوات الأخيرة من قرارات إدارية وإفراط في "العقلية الزمالكاوية" التي اعتمدت على المحسوبيات والعلاقات أكثر من التخطيط الاحترافي، ما أدى لتراجع النتائج داخل الدوري المحلي والقارة الإفريقية.

ويبدو أن هذه العقلية أثرت بشكل مباشر على استقرار الفريق الفني واللاعبين، حيث شهد النادي تغييرات متكررة في الجهاز الفني والإداري، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الفريق وأضاع العديد من الفرص للتتويج بالبطولات.

بجانب المشاكل المالية والإدارية التي أدت إلى سحب أرض 6 أكتوبر وعدم دفع الرواتب الشهرية للاعبين والمدربين، مما جعل النادي تحت طائلة القانون من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.

النادي الأبيض لم يكتف فقط بعدم دفع الرواتب، بل أن قيمة الصفقات للأندية الخارجية كانت الأبرز في الأسابيع الماضية حيث لم يسدد قيمة أقساط صفقات خوان بيزيرا، شيكو بانزا، عبد الحميد معالي، صلاح الدين مصدق وغيرهم من اللاعبين.

وبالتالي، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قرر إيقاف قيد الزمالك لمدة 3 فترات حتى سداد تلك القيم المالية، وهذا من خلال العقلية الزمالكاوية التي تحدث عنها أبو الفتوح.

اقرأ أيضًا.. مسؤول في الزمالك يعطل انتقال عمر فايد للأهلي

الواقع المأساوي للبنك الأهلي

على الجانب الآخر، لم يحقق نادي البنك الأهلي أي إنجاز يُذكر في مشهد الكرة المصرية، رغم مرور سنوات على تأسيسه، وهو ما يزيد من حدة الانتقادات حول العقلية التي تُدار بها بعض المؤسسات الرياضية، وربطها بتصريحات مسؤوليها مثل يحيى أبو الفتوح.

منذ صعوده في موسم 2020/2021 كانت أبرز مراكزه هي الخامس ولم يحصد أي بطولة ويحتل في الموسم الحالي المركز التاسع حتى الآن، عكس نادي مثل سيراميكا كليوباترا صعد في نفس الموسم وحصد بطولة كأس الرابطة مرتين ويتصدر جدول الترتيب في الدوري حاليًا. 

لم تكن هناك نجاحات على مستوى اللاعبين الراحلين والحصول على مقابل مادي جيد، حتى أن النادي أعلن عن رحيل ياو أنور إلى أحد الأندية الليبية قبل أشهر بمقابل مليوني دولار تقريبًا، لكن اللاعب لا يزال مستمرًا مما يثير الغموض حول صحة البيان الصادر من نادي البنك الأهلي.

الحاجة لإدارة احترافية

ويؤكد المتابعون أن استمرار هذه العقلية قد يُعمق الهوة بين المؤسسات الرياضية، ويضع علامات استفهام حول قدرة بعض الأندية على المنافسة أو صناعة جيل جديد قادر على النجاح في البطولات المحلية والقارية.

في النهاية، تظل الكرة المصرية بحاجة إلى إدارة احترافية بعيدة عن التحيزات، وتركيز على التخطيط الطويل الأمد، لتجنب تكرار أخطاء مثل التي شهدها الزمالك والبنك الأهلي، وعدم السماح لتصريحات استفزازية مثل تلك التي أثارها يحيى أبو الفتوح بتقويض مؤسسات رياضية كبيرة.