أعاد الأداء المتذبذب لمنتخب مصر في بداية مشواره ببطولة كأس الأمم الإفريقية الجدل القديم داخل الشارع الكروي المصري حول مقارنة الأجيال.
فمع كل مباراة صعبة أو فوز شاق، تعود الذاكرة مباشرة إلى الجيل الذهبي الذي سيطر على القارة الإفريقية في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وهو الجيل الذي ارتبط اسمه بلاعب الأهلي السابق، محمد أبو تريكة، القائد والملهم، والذي لا يزال حضوره طاغيًا في الوجدان الشعبي حتى اليوم.
اقرأ أيضًا | من صالح سليم إلى أبو تريكة.. بصمة الأهلي حاضرة مع منتخب مصر في أمم إفريقيا
ورغم أن محمد صلاح يُعد النجم المصري الأبرز عالميًا في العصر الحديث، وصاحب المسيرة الاحترافية الأنجح خارج القارة الإفريقية، إلا أن المقارنة معه في مصر تحمل دائمًا أبعادًا خاصة، فصلاح يُصنف باعتباره “الأفضل” من حيث الأرقام والإنجازات الفردية والاحتراف في أقوى الدوريات الأوروبية، بينما يُنظر إلى أبو تريكة على أنه “الأعظم” بسبب تأثيره العميق داخل الملعب وخارجه.
محمد أبو تريكة، المولود في مدينة الجيزة عام 1978، لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية.
انطلاقته من نادي الترسانة ثم انتقاله إلى الأهلي مثلا نقطة تحول في مسيرته، حيث أصبح عنصرًا أساسيًا في فريق سيطر على البطولات المحلية والقارية، وساهم في ترسيخ مكانة مصر كقوة كروية أولى في إفريقيا.
مع منتخب مصر، عاش أبو تريكة أوج عطائه خلال بطولتي كأس الأمم الإفريقية عامي 2006 و2008، في البطولة الأولى على أرض مصر، كان أحد رموز التتويج، قبل أن يتحول في نسخة غانا 2008 إلى البطل الحاسم بهدفه في النهائي أمام الكاميرون، في لحظة تاريخية جسدت شخصية اللاعب القادر على صنع الفارق تحت أقصى الضغوط.
على الجانب الآخر، يمثل محمد صلاح نموذج اللاعب العالمي المتكامل في كرة القدم الحديثة، منذ انتقاله إلى أوروبا، ومرورًا بتجربته الناجحة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول، تحول إلى ماكينة أهداف وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في العالم، إنجازاته الفردية وحضوره الإعلامي جعلاه أيقونة كروية تتجاوز حدود القارة الإفريقية.
لكن الفارق بين “الأفضل” و”الأعظم”، كما يراه الشارع المصري، لا تحسمه لغة الأرقام وحدها، أبو تريكة اختار البقاء في محيطه المحلي والإفريقي في ذروة عطائه، رافضًا عروضًا أوروبية مغرية، ومفضلًا صناعة التاريخ بقميص الأهلي، وهو ما منح إنجازاته طابعًا خاصًا مرتبطًا بالهوية والانتماء.
وتتعمق صورة أبو تريكة في الوعي الجماهيري بسبب مواقفه الإنسانية، خاصة بعد مأساة استاد بورسعيد عام 2012، اعتزاله المؤقت احتجاجًا، وارتداؤه القميص رقم 72 تخليدًا لذكرى الضحايا، وزياراته لأسر الشهداء، جعلته رمزًا يتجاوز كونه لاعب كرة قدم إلى شخصية تعبر عن مشاعر الشارع المصري وآلامه.
ورغم اختلاف المسارين، لم تغب لغة الاحترام المتبادل بين النجمين، محمد صلاح عبر في أكثر من مناسبة عن تقديره الكبير لأبو تريكة وتأثيره عليه في بداياته، وهو ما يعكس أن المقارنة بينهما لا تنطلق من صراع، بل من اختلاف في الأدوار والظروف التي صنعت كليهما.
وبحسب تقرير موقع 24ur.com السلوفيني، فإن الجدل الدائم في مصر حول صلاح وأبو تريكة يعكس ثقافة كروية فريدة، ترى في اللاعب العظيم شخصًا يترك أثرًا طويل الأمد في الذاكرة الجماعية، وليس مجرد نجم يحقق أرقامًا قياسية أو ألقابًا فردية على الساحة العالمية.
وفي النهاية، قد يواصل محمد صلاح كتابة التاريخ وتحطيم الأرقام، وربما يضيف لقبًا إفريقيًا جديدًا إلى سجله ليؤكد مكانته كأفضل لاعب مصري من الناحية الفنية، لكن في قلوب الجماهير، يظل محمد أبو تريكة “الأعظم”، لأنه جسد الحلم والانتماء والذاكرة التي لا تمحى من تاريخ كرة القدم المصرية.
- ترتيب مجموعة الأهلي بعد فوز فاركو وتعادل الجيش في كأس عاصمة مصر
- اتصال يغير المسار.. سبب مغادرة محمود الخطيب القاهرة صباح اليوم
- خلف الكواليس.. ماذا دار بين حسام حسن وإمام عاشور بعد مباراة مصر وزيمبابوي؟
- توروب يبلغ إدارة الأهلي بموقفه تجاه رحيل سيحا إلى المصري
- "اضبط جهازك وتابع بن رمضان".. قناة عربية مجانية تنقل مباراة تونس وأوغندا اليوم
- أول قرار من توروب بعد هزيمة الأهلي ضد غزل المحلة